مركز الموسوي التخصصي

المحافظة على صحة العين الجيدة أمر ضروري للرفاهية العامة وجودة الحياة، وتعد الفحوصات الدورية للعين جزءاً أساسياً من الرعاية الصحية الوقائية؛ حيث تساعد في اكتشاف وإدارة مشكلات الرؤية المحتملة في وقت مبكر، وسنتناول في هذه المدونة أهمية الفحوصات الدورية للعين والسن المناسب لبدء الأطفال في إجراء فحوصات العين ومعلومات أخرى مفيدة لضمان صحة العين المثلى لك ولعائلتك.

الكشف المبكر عن مشكلات العين: تتطور العديد من مشكلات العين مثل الجلوكوما واعتلال الشبكية السكري والتنكس البقعي تدريجياً ودون أعراض بارزة، ويمكن من خلال الفحوصات الدورية للعين اكتشاف هذه المشكلات في مراحل مبكرة مما يتيح البدء في العلاج باكراً وبالتالي تحسن النتائج بشكل أكبر.

فحص البصر: تُساعد الفحوصات الدورية للعين في تحديد مشاكل الرؤية مثل قصر النظر وطول النظر والاستجماتيزم، وقصو النظر الشيخوخي، كما يمكن وصف التدابير التصحيحية مثل النظارات أو العدسات اللاصقة لتحسين الرؤية ونوعية الحياة.

مراقبة الصحة العامة: يمكن أن تكشف فحوصات العين عن علامات مشاكل صحية جهازية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، وغالباً ما تُظهر العيون مؤشرات مبكرة لهذه الحالات مما يجعل الفحوصات الدورية جزءاً أساسياً من مراقبة الصحة العامة.

منع فقدان البصر: توجد العديد من أمراض العيون إذا تركت دون علاج يمكن أن تؤدي إلى فقدان دائم للبصر، والفحوصات المنتظمة تضمن اكتشاف أي مشاكل محتملة في وقت مبكر وعلاجها بفعالية للحفاظ على البصر.

الكشف المبكر عن مشاكل الرؤية لدى الأطفال أمر بالغ الأهمية لضمان تطورهم البصري وأدائهم الأكاديمي، ونذكر أدناه بعض الإرشادات لفحوصات العين للأطفال:

الرُضَّع (في عمر 6 أشهر): توصي جمعية البصريات الأمريكية بإجراء أول فحص شامل للعين للرضع عند بلوغهم ستة أشهر من العمر، كما يمكن أن يكشف هذا الفحص الأولي عن أي علامات مبكرة لمشاكل العين والرؤية.

فئة ما قبل المدرسة (3 سنوات): ينبغي للأطفال أن يخضعوا لفحص العين الثاني في حوالي سن الثلاث سنوات، وهذا الفحص يقيم حدة البصر وتوازن العينين والصحة العامة للعين لضمان معالجة أي مشاكل قبل بدء المدرسة.

سن المدرسة (5-6 سنوات): يجب أن يخضع الأطفال قبل بدء المدرسة لفحص عيون آخر لضمان امتلاكهم للمهارات البصرية اللازمة للتعلم، كما ينبغي أن تستمر الفحوصات العينية الدورية كل سنتين طوال سنوات المدرسة أو بتردد أكبر إذا أوصى بذلك أخصائي العناية بالعيون.

يتضمن فحص العين الشامل عادةً ما يلي:

مراجعة التاريخ الطبي: سيقوم أخصائي العناية بالعيون بمراجعة تاريخك الطبي ومناقشة أي مشكلات بصرية قد تكون لديك.

اختبار حدة البصر: يقيس هذا الاختبار مدى وضوح رؤيتك على مسافات مختلفة، وعادة ما يتضمن قراءة أحرف على لوحة فحص النظر.

اختبار انكسار الضوء: يحدد هذا الاختبار وصفة النظارات أو العدسات اللاصقة من خلال تقييم كيفية دخول أشعة الضوء إلى عينيك.

تقييم صحة العين: يفحص أخصائي العناية بالعيون باستخدام معدات متخصصة هياكل عينيك بما في ذلك القرنية والقزحية والعدسة والشبكية والعصب البصري.

فحوصات حركة ومتابعة العين: تهدف هذه الفحوصات إلى تقييم كيفية تحرك عينيك معاً بشكل جيد.

فحص الجلوكوما: يقيس هذا الفحص ضغط العين الداخلي للكشف عن الجلوكوما وهي حالة قد تؤدي إلى تلف العصب البصري.

تناول غذاء متوازن: احرص على تضمين الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا-3 الدهنية واللوتين والزنك وفيتامين “ج” وفيتامين “هـ” في نظامك الغذائي؛ حيث أن هذه العناصر الغذائية تساعد في الوقاية من مشاكل الرؤية التي تصاحب التقدم في العمر.

ارتدِ النظارات الشمسية: احمِ عينيك من الأشعة فوق البنفسجية الضارة بارتداء نظارات شمسية تحجب 100% من أشعة UV-A وUV-B.

خذ استراحات من النظر للشاشات: اتبع قاعدة 20-20-20: كل 20 دقيقة، خذ استراحة لمدة 20 ثانية وركز نظرك على شيء يبعد 20 قدماً لتقليل إجهاد العين.

اعتني بنظافة العدسات: إذا كنت ترتدي العدسات اللاصقة، تأكد من تنظيفها وتطهيرها بشكل صحيح ومنتظم لتجنب التهابات العين.

تجنب التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بحالات العين مثل إعتام عدسة العين والتنكس البقعي.

الفحوصات المنتظمة للعيون ضرورة لا غنى عنها للحفاظ على صحة العين، والكشف والعلاج المبكر لأمراض العين يمكن أن يمنع فقدان البصر ويحسن نوعية الحياة بشكل كبير، ومن المهم أن يبدأ الأطفال في إجراء فحوصات العيون في سن مبكرة ويستمروا فيها بانتظام لدعم تطورهم البصري بشكل صحي، ومن خلال اتخاذ خطوات استباقية واتباع ممارسات دقيقة للعناية بالعيون، يمكنك الحفاظ على رؤيتك والاستمتاع بحياة يتخللها نظر طبيعي وصحي.